- اختيار حي “حراثن” من بين الأحياء النموذجية لتطبيق النظام .
تعرف ولاية “جيجل” في الآونة الأخيرة، تزايدا كبيرا في كمية النفايات على مستوى البلديات، خاصة التابعة إلى الوسط الحضاري، وهذا ناتج عن الزيادة في تعداد السكان، الذي لم يرافقه إنشاء مراكز ردم تقنية جديدة، من شأنها إعطاء حلول جذرية للقضاء على النفايات المنزلية التي أرّقت سكان الولاية.
فبالرغم من الجهود المبذولة من الطرف السلطات المحلية و الولائية لـ “جيجل ” للقضاء عليها، كون هذا المشكل يؤثر على البيئة باعتبارها العنصر الأهم بالنسبة لحياة الكائنات الحية، إذ تشكل النفايات المنزلية خطرا محدقا بالصحة العمومية، لاحتوائها على مواد كميائية تارة و مواد سامة تارة أخرى، جرّاء الرمي العشوائي لمختلف النفايات مع اختلاطها بمخالّفات المنازل .
وأمام هذا الوضع تسعى السلطات الولائية لإيجاد حلول ملموسة، حيث تمّ مساء الثلاثاء الماضي (16)فيفري (2021)، عقد اجتماع برئاسة والي الولاية السيد “عبد القادر كلكال”، بحضور كل من لجنة مكونة من ممثلين عن وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية وزارة البيئة و الطاقات المتجددة وممثلين عن الوكالة الوطنية للنفايات، رفقة خبراء لوكالة “GIZ “.
ويدخل هذا اللقاء في إطار متابعة مشروع تعزيز قدرات الجماعات المحلية لتحسين الفرص المتاحة للتشغيل في قطاع الخدمات العمومية للبلدية، من خلال جمع و تسيير النفايات بالشراكة “الجزائرية ــ الألمانية” “PEMLO”، حيث تمّ خلال هذا الاجتماع تقديم عرض حول المشروع و جميع مراحل تجسيده ميدانيا مع دراسة جميع العراقيل المعترضة في هذا الإطار وإيجاد الحلول اللازمة لها .
للإشارة، أكّد والي الولاية خلال هذا الاجتماع على أهمية هذا المشروع في تقديم خدمة عمومية ذات نوعية في مجال جمع و تسيير النفايات، حفاظا على الصحة العمومية و توفير محيط صحي وبيئة نظيفة للمواطن، مع الاتفاق على تحسين وضعية المشروع و تقييمه بغرض حل الإشكاليات الميدانية المطروحة، هذا من جهة .
ومن جهة أخرى، تعمل مديرية البيئة جاهدة من أجل القضاء على مشكل النفايات، وذلك من خلال تجسيد البرنامج النموذجي المتعلق بترقية مناصب العمل الخضراء على المستوى المحلي” PEMLO” بمرافقة الوكالة التقنية الألمانية “GIZ” الخاص ببلديتي “جيجل” و “الميلية”، والذي يندرج ضمن مشروع الشراكة “الجزائرية ــ الألمانية”، حيث تمّ اختيار حي “حراثن” من بين الأحياء النموذجية ببلدية “جيجل”، بغرض تطبيق نظام جديد و عصري لتسيير النفايات المنزلية حسب ما كشفت عنه مديرية البيئة.
و لتفعيل هذه الخطوة يتم العمل على تنظيم حملة تحسيسية توعوية واسعة لفائدة المواطنين و أصحاب المحلات التجارية بحي “حراثن”، ابتداء من الأسبوع القادم للتعريف بالعملية مع توزيع مطويات و ملصقات حاملة لأوقات مرور الشاحنات، رفع و نقل النفايات و شعارات تحث على نظافة المحيط، إلى جانب تهيئة الفضاءات المخصصة لوضع حاويات النفايات.
للإشارة، تعتبر الشراكة “الجزائرية ــ الألمانية” خطوة فعّالة في متابعة وإيجاد كافة الحلول التي من شأنها القضاء على مشكل النفايات في الوطن، في حالة تطبيق كافة الإجراءات اللازمة و العمل بها في مختلف البلديات، مع اعتبار المواطن جزءا فعالا في هذه التجربة .
شتوان.س